فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{المرافق}، جمع المرفق، اسم للعضو المعروف وزنه مفعل بكسر الميم وفتح العين أو بفتح الميم وكسر العين، ووزن المرافق مفاعل.
{الكعبين}، مثنّى كعب، اسم للعظم الناشز فوق القدم من الجانبين، وزنه فعل بفتح فسكون.
اطّهّروا، الأمر من اطّهّر بمعنى تطهّر، وهو وزن شاذ من أوزان المزيد وزنه افتعل بتشديد العين.. وفيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الطاء، ثمّ أدغمت الطاءان معا.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ} فالمجيء من الغائط- وهو المطمئن أو المنخفض في الأرض- كناية عن الحدث، جريا على عادة العرب، وهي أن الإنسان منهم إذا أراد قضاء حاجة قصد مكانا منخفضا من الأرض وقضى حاجته فيه.

.الفوائد:

فرائض الوضوء:
إن الصلاة لقاء مع اللّه، ووقوف بين يديه سبحانه ودعاء مرفوع إليه ونجوى وإسرار، فلابد لهذا الموقف من استعداد: تطهّر جسدي يصاحبه تهيؤ روحي ومن هنا كان الوضوء- فيما نحسب والعلم للّه- وهذه هي فرائضه المنصوص عليها في هذه الآية:
غسل الوجه، وغسل الأيدي إلى المرافق، ومسح الرأس وغسل الرجلين إلى الكعبين وحول هذه الفرائض خلافات فقهية يسيرة... أهمها هل هذه الفرائض على الترتيب الذي ذكرت به؟ أم تجزئ على غير ترتيب؟ قولان.. هذا في الحدث الأصغر، أما الجنابة- سواء بالمباشرة أو الاحتلام- فتوجب الاغتسال.
بين اللغة والتشريع قوله تعالى: {إِلَى الْمَرافِقِ} قيل إلى بمعنى مع كقوله: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ}. وهذا قول ضعيف والصحيح أنها لانتهاء الغاية، وإنما وجب غسل المرافق بالسنة، لأنه ما لا يتم به الواجب فهو واجب، إذ لابد من غسل المرافق ليتم غسل الأيدي. وأما قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ} فقد اعتبر بعضهم الباء للتبعيض كالإمام الشافعي، واعتبر البعض أقل جزء منه، لذا أوجب مسح شعرة من الرأس وأنها تجزئ في الوضوء. وأخذ الإمام الحنفي بهذا الرأي، ولكنه اعتبر البعض ربع الرأس بناء على سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. واعتبر الإمام مالك بأن الباء للتوكيد بمعنى بكل رؤوسكم، فأوجب مسح الرأس جميعه. وللإمام أحمد قولان: قول بمسح جميع الرأس وقول بنصفه. وإنما أوردت ذلك لأبين قيمة المعنى في فهم الأحكام وعلاقة الإعراب بالمعنى، وعدم الإنكار على المجتهدين فيما اختلفوا فيه وقوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} يقرأ بنصب أرجلكم وبهذا تكون معطوفة على الوجوه والأيدي أي فاغسلوا وجوهكم وأيدكم وأرجلكم والسنة الواردة بغسل الرجلين تقوّي هذا المعنى وقيل بأن الأرجل معطوفة على موضع الرؤوس، لأن الباء زائدة والرؤوس منصوبة محلا والوجه الأول أقوى لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع. وهناك قراءة بالجر هي مشهورة كشهرة النصب وفيها وجهان:
أحدهما: أنها معطوفة على الرؤوس في الإعراب، والحكم مختلف، فالرءوس ممسوحة والأرجل مغسولة، أي فامسحوا برؤوسكم واغسلوا بأرجلكم، وذلك كقولنا علفتها تبنا وماء، أي علفتها تبنا وسقيتها ماء. وإنما العطف لجامع بينهما وهو الكفاية. وكذلك العطف في الآية لجامع بينهما وهو التطهر. والوجه الثاني أن يكون جر الأرجل بحرف جر محذوف مقدر: وافعلوا بأرجلكم غسلا، وهذا جائز في اللغة والقواعد، وله شواهد ويؤيد الغسل قوله تعالى: {إِلَى الْكَعْبَيْنِ} لأن الممسوح ليس بمحدود لفتة جميلة:
قال تعالى: {إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} وفي الجنابة {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى} لأن إذا تدخل على ما هو حاصل ومنتظر، وإن تدخل على ما هو متوقع ومحتمل، لذا فهم بأن الصلاة حاصلة دائما دون تخلف، أما الجنابة فهي شي ء طارئ وليس دائما وهذا من دقة التعبير واختيار الكلام ليناسب المعنى. وقد بلغ القرآن الكريم المنتهى في هذا المجال، فلو حاول الإنسان أن يستبدل كلمة من القرآن الكريم بمرادف لها أو بديل عنها حتى ولو كان لها مائة مرادف، فإنه لن يجد أنسب منها في موضعها من الآية سواء من ناحية المعنى أو التناسق أو النغم المتآلف في آيات القرآن الكريم.

.[سورة المائدة: آية 7]

{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)}.

.الإعراب:

«الواو» عاطفة {اذكروا} فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل {نعمة} مفعول به منصوب {الله} لفظ الجلالة مضاف مجرور «على» حرف جرّ و«كم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من نعمة «الواو» عاطفة «ميثاق» معطوف على نعمة منصوب مثله و«الهاء» ضمير مضاف إليه {الذي} اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت لميثاق «واثق» فعل ماض و«كم» ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه «الباء» حرف جرّ و«الهاء» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {واثقكم}، {إذ} ظرف للماضي مبني في محلّ نصب متعلّق بـ {واثقكم}، {قلتم} فعل ماض وفاعله {سمعنا} فعل وفاعل «الواو» عاطفة {أطعنا} مثل سمعنا «الواو» عاطفة {اتّقوا اللّه} مثل اذكروا نعمة.
{إنّ} حرف مشبّه بالفعل {الله} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {عليم} خبر إنّ مرفوع {بذات} جارّ ومجرور متعلّق بعليم {الصدور} مضاف إليه مجرور.
جملة {اذكروا...}: لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في الآية السابقة.
وجملة {واثقكم...}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة {قلتم...}: في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة {سمعنا}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {أطعنا}: في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة {اتّقوا اللّه}: لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا.
وجملة {إنّ اللّه عليم...}: لا محلّ لها تعليليّة.

.[سورة المائدة: آية 8]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (8)}.

.الإعراب:

{يأيّها الذين آمنوا} مرّ إعرابها، {كونوا} فعل أمر ناقص مبني على حذف النون.. والواو اسم كونوا {قوّامين} خبر الناقص منصوب وعلامة النصب الياء {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بقوامين {شهداء} خبر ثاني للناقص منصوب {بالقسط} جارّ ومجرور متعلّق بشهداء «الواو» عاطفة {لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا} مرّ إعراب نظيرها، {اعدلوا} مثل اذكروا، {هو} ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ، والضمير يعود إلى العدل المفهوم من قوله اعدلوا {أقرب} خبر مرفوع {للتقوى} جارّ ومجرور متعلّق بأقرب «الواو» عاطفة {اتّقوا اللّه إنّ اللّه خبير} مرّ إعرابها «الباء» حرف جرّ «ما» اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بـ{خبير}، {تعملون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة النداء {يأيّها الذين...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {آمنوا}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {كونوا قوّامين}: لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {لا يجرمنّكم...}: لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة {لا تعدلوا}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ «أن».
وجملة {اعدلوا}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {هو أقرب للتقوى}: لا محلّ لها تعليليّة.. استئناف بيانيّ.
وجملة {اتّقوا اللّه}: لا محلّ لها معطوفة على جملة اعدلوا.
وجملة {إنّ اللّه خبير}: لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة {تعملون}: لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ.

.البلاغة:

التكرير في طلب العدل: في قوله تعالى: {عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا} وذلك إما لاختلاف السبب كما قيل إن الأول نزل في المشركين وهذا في اليهود، أو لمزيد الاهتمام بالعدل والمبالغة في إطفاء ثائرة الغيظ.

.الفوائد:

إقامة العدل:
لقد نهى اللّه الذين آمنوا من قبل- الآية- أن يحملهم الشنآن لمن صدوهم عن المسجد الحرام، على الاعتداء وكان ذلك قمة في ضبط النفس والسماحة، ولكن هذه الآية تأمر المؤمنين بقمة أكبر من تلك، فها هم أولاء ينهون أن يحملهم الشنآن على أن يميلوا عن العدل.. وهي قمة أعلى مرتقى وأصعب على النفس وأشق.. فهي مرحلة وراء عدم الاعتداء والوقوف عنده، تتجاوز إلى إقامة العدل مع الشعور بالكره والبغض، إن التكليف الأول أيسر لأنه إجراء سلبي ينتهي عند الكف عن الاعتداء، فأما التكليف الثاني فأشق لأنه إجراء إيجابي يحمل النفس على مباشرة العدل مع المبغوضين المشنوئين.

.[سورة المائدة: الآيات 9- 10]

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (10)}.

.الإعراب:

{وعد} فعل ماض {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {الذين} اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به {آمنوا} فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل «الواو» عاطفة {عملوا} مثل آمنوا {الصالحات} مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة، والمفعول الثاني لفعل وعد محذوف تقديره الجنّة، «اللام» حرف جرّ و«هم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {مغفرة} مبتدأ مؤخّر مرفوع «الواو» عاطفة {أجر} معطوف على مغفرة مرفوع مثله {عظيم} نعت لأجر مرفوع.
جملة {وعد اللّه...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {آمنوا}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {عملوا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة {لهم مغفرة...}: لا محلّ لها تفسيريّة للمفعول الثاني تفسير السبب للمسبّب، فالجنّة مسبّبة عن المغفرة وحصول الأجر العظيم..
أو هي استئناف بيانيّ.
«الواو» عاطفة {الذين} اسم موصول مبتدأ {كفروا} مثل آمنوا ومثله {كذّبوا}، «بآيات» جارّ ومجرور متعلّق بـ {كذّبوا}، و«نا» ضمير مضاف إليه {أولئك} اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و«الكاف».
للخطاب {أصحاب} خبر مرفوع {الجحيم} مضاف إليه مجرور.
وجملة {الذين كفروا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة وعد اللّه.
وجملة {كفروا...}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {كذّبوا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة {أولئك أصحاب...}: في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.

.[سورة المائدة: آية 11]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}.

.الإعراب:

{يأيّها الذين آمنوا} مرّ إعرابها، {اذكروا نعمة اللّه عليكم} كذلك مرّ إعرابها، {إذ} ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلّق بنعمة، {همّ} فعل ماض {قوم} فاعل مرفوع {أن} حرف مصدري ونصب {يبسطوا} مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون..
والواو فاعل «إلى» حرف جرّ و«كم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يبسطوا}، «أيدي» مفعول به منصوب و«هم» ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {أن يبسطوا} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق بـ «همّ»، والتقدير: همّ قوم ببسط أيديهم.
«الفاء» عاطفة «كفّ» فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {أيديهم} مثل الأول {عنكم} مثل إليكم متعلّق بـ «كفّ»، «الواو» عاطفة {اتّقوا اللّه} مثل اذكروا نعمة... «الواو» استئنافيّة {على اللّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ«يتوكّل»، وقدّم الجارّ للاهتمام به «الفاء» رابطة لجواب شرط مقدّر، «اللام» لام الأمر «يتوكّل» مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين {المؤمنون} فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة النداء {يأيّها الذين...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {آمنوا}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {اذكروا...}: لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {همّ قوم...}: في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة {يبسطوا...}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ «أن».
وجملة {كفّ...}: في محلّ جرّ معطوفة على جملة همّ قوم.
وجملة {اتّقوا اللّه}: لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة {ليتوكّل المؤمنون}: في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.
وجملة الشرط المقدّرة استئنافيّة.

.البلاغة:

1- الكناية: في قوله تعالى: {أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} أي بأن يبطشوا بكم بالقتل والإهلاك. فالكلام كناية عن بطشهم.
2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: {فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ} فإظهار الأيدي لزيادة التقريع.